“أيامُ سني المراهقة كنت أحلم مثلَ كل البنات بفارسٍ يأتيني وهو يمتطي صهوةَ جوادٍ أبيض جميل. ولما كبرتُ قليلاً أدركتُ أنَّ هذا الفارس لا وجودَ له إلاَّ في الخيال أو في كُتب الغرام. ولكنَّني عدتُ ووضعتُ مواصفاتٍ أخرى له صنعتُها بخيالي وتمسَّكْتُ بها بل وبحثتُ عنها، ويا ليتني لم أفعل. وكان من السهل عليَّ أن أعثر على الفارس المطلوب، بل هو الذي عثر عليَّ وارتاح قلبي معه عندما أعلنَ أنني محطته الأخيرة وأنه كان يبحث عني بين عشرات الفتيات اللواتي عرفهنَّ في حياته العريضة. وأرضاني ما أحاطني به من اهتمامٍ فأصغيتُ له. كان متحمساً ومنطلقاً وجريئاً فلم يتركْ لي فرصة للتراجع.
ولم أنلْ في ظلِّ معرفتي القصيرة هذه فرصةً لاختبار مشاعري الحقيقية من نحوه. كان كافياً في تلك المرحلة أنَّني اخترتُ الأفضل الذي تتمنَّاه كلُّ فتاة. وهكذا تمَّتِ الخطوبة وبعدها الزواج وأنا لا زلتُ في هذا الحلم الجميل. وربَّما لا يصدِّقني أحد إذا قلت بأنني لم أكن سعيدة به هو، بقدْرِ سعادتي برأي الناس في اختياري. وكان هذا الإطراء في اختياري يسعدني ويجعلني أنظرُ بخفةٍ لكثير من العيوب التي بدأت في الظهور منذُ أيام الخطوبة.
أغمضتُ عينيَّ عنها وتجاوزتُها بسهولة عندما رأيته مستمراً في علاقاتِ صداقةٍ قال إنَّها ضرورية في محيط الحياة الاجتماعية التي يعيشها بوصفه مديراً للعلاقات العامة في أحد الأندية الاجتماعية والرياضية المشهورة. وتحت هذا الزعم كان لا بدَّ لي أن أقبلَ بأمور أخرى كثيرة كبقائه خارج البيت لفترات طويلة. وهذا ما جعلني أعيد التفكير في كل ما جرى وكأنَّني كنتُ غائبةً في حلم مضى بسرعة لأستيقظَ من بعده على هذه الحقيقة المرّة.
كان زوجي يرى في الزواج جزءاً مكمِّلاً لحياته الاجتماعية ولازماً له لظهوره في الحفلات والمجتمعات. وكان لا يهتم بنظامٍ أو مواعيد ولا حتى إن دخلتُ أو خرجتُ. فأنا حرَّة مثلما هو حرٌّ أيضاً. وفهمتُ أخيراً – لكن بعد فوات الأوان – أنني جزءٌ من ديكورٍ كبير يريد زوجي الذي يعيش حياة النجومية أن يحيطَ به. واكتشفتُ بعدئذ أنَّني بحاجة لمَن يشاركُني عقلي، ولمَن أبوحُ له فيسمعني باهتمام حقيقي، ولمَن يبادلني الأفكار والمشاعر. وعندما بدأت أرفض مشاركة زوجي في مظاهره ورحتُ أطالبه بالحدِّ من سهراته المليئة بالمجاملات، رفضَ وأعربَ عن دهشته من مطالبي هذه. وأكَّد لي أنَّه لا يريد أن يكون الزواج عبئاً عليه أو قيداً على حريته مهما كانتِ الظروف. والآن أشعرُ بأنَّ الجمالَ لا يصنع السعادة بل إنَّه قد يكون سبباً في شقاءِ الإنسان. وأنَّ الجمالَ الحقيقي موجودٌ في القدرة على التفاهم والتعايش والإخلاص بين أيِّ زوجين حتى لو لمْ يربطْهما رباطُ الحب قبل الزواج.”
كانت تلك صرخةً تنبعُ من أعماق قلب امرأةٍ معذَّبة وقعتْ ضحيةَ أحلامها التي نسجَتْها بخيوطِ الخيال الملوّنة والزاهية، أحلامٍ سرعانَ ما تلاشتْ كما تتلاشى الأمواجُ عندما ترتطم بصخورِ الشاطئ. لقد أُخذَتْ هذه الفتاة بالمال والجاه والأُبَّهة، وجُذبتْ بالمظهر والمركز والجمال، حتى أنَّها تغاضتْ عن أمورٍ وتنازلتْ عن أخرى هي جوهرُ العلاقة الزوجية، وأساسُها الراسخ. وعندما توصَّلت إلى هذه النتيجة بأنها جزء من الديكور الذي يَظهرُ به زوجها أمام أصدقائه وأحبابه في النادي، اصطدمتْ بالواقع الأليم. فهو يريدها عضواً جديداً في ناديه، تكون إلى جانبه تعيش مثله لتزيدَ من بهاء نجمه اللامع. لم يرد التخلِّي عن شيء من عاداته وطريقة عيشه ومعاملاته وعلاقاته. بل كلُّ ما أراده هو أن تتخلى هي عن كل ما اعتادت عليه في بيت والديها وتنضمَّ بالتالي إلى حياة النجومية والحرية المطلقة.
تعددتْ مفاهيمُ الزواج في المجتمع الذي نعيش فيه الآن وفي هذا القرن بالذات القرن الحادي والعشرين. فمنهم مَن نراه يتزوجُ لأنَّ الزواج يتوافقُ ومصالحَه، أمَّا آخرُ فيُقدم عليه لأنّه واجب، ومنهم من يتزوج هروباً من حياة الملل والضَّجر اللذين يسودان حياته. ومنهم مَن يحتاج إلى من يرعى شؤونه وأموره المنزلية، فيتزوج بامرأة. وإلى ما هنالك من مفاهيم مختلفة.
هذه كلُّها حججٌ ودوافع أنانية يعتمدها الكثيرون في الإقدام على الزواج، وليست هي دوافع صحيحة لبناء بيت وتربية أسرة وإنجاب نسل. لأنَّ الزواج الصحيح الذي سنِّه الله خالقنا وصانعنا لم يُبنَ على هذه الأسس. إذ قال الله لما رأى آدم وحيداً مع باقي المخلوقات: ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره. إذن رأى الله أنه لا يمكن للإنسان أن يستمر في عيشه دون شريك أنيس، أو رفيق على مستواه العقلاني والوجداني والروحاني.
لهذا فإن الزواج بحسب مفهوم الكتاب المقدس الثمين هو العَقْدُ والعهدُ الذي يربط بين شريكَين صمَّما على العيش معاً وتعاهدا أمام الله والناس على بدء حياة جديدة هما فيها شخصٌ مركب جديد واحد. وقد عزما معاً على ترك حياة العزوبية السابقة، وعلى الاستثمار في الحياة معاً عاملَينِ معاً على تنمية عناصر هذا الرباط الذي يجمعهما والحفاظ عليه سليماً معافى. ومعنى هذا الكلام هو أن لا يتبنَّى واحد منهما طريقةَ عيشِ الآخر، ولا أن ينضمَّ واحدهما إلى حياة الآخر. بل أن يبدآ معاً رحلةً هي حياتهما الجديدة معاً بعيداً عن كلِّ تدخُّلٍ خارجي.
وإذا توقَّع الزوج أن تتبنَّى زوجته طريقةَ عيشِه هو أو توقعت الزوجة أن يتبنَّى الزوج طريقة عيشها هي، فهما كلاهما مخطئان. لأنَّ العلاقةَ الزوجية هي بدايةٌ لحياة جديدة بالكليَّة، بداية لأسرة جديدة يبدآنها معاً في وحدة متكاملة لها أسسها ونظُمها وقوانينها التي تحافظ عليها وتساهم في نجاحها. والمثال الذي قدمه الله لبني البشر هو أنه جعل من الاثنين واحداً لهذا قال: “يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً”، أي كائناً مركباً ينمو يوماً بعد يوم ويواجه كل التحديات وكل الأزمات معاً. هذا هو مفهوم الزواج الصحيح.
الزواج بناءُ بيتٍ منسجم وليس هو بناءَ مستعمراتٍ يملِكُ فيها أحدُ الطرفين ويدعو الآخر إليها، وليس هو أيضاً إقامةُ جُزُرٍ يعيش فيها الواحد منهما في عزلةٍ عن الآخر. لا، لم يعلِّمنا الله هكذا في الكتاب، ولم يقلْ أن تتشكَّل المرأة على صورة الرجل أو الرجل على صورة المرأة. بل دعاهما معاً لكي يتمثـَّلا بصورة المخلص والفادي الرب يسوع المسيح الذي هو رأس البيت وراعيه.
إنَّ الله يعرف تماماً حاجةَ المرأة الملحَّة إلى المحبة لأنها الإنسانةُ الرقيقة، كما ويعرف تماماً حاجة الرجل الماسة إلى التقدير والأهمية والتميُّز والمكانة والمسؤولية. لهذا يعلّمنا الرسول بولس بوحي من الروح القدس ويقول: “كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم”… ( أفسس 28:5) و”أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.”( أفسس 22:5) وقبل أن يذكر المحبة الباذلة، وكذا الخضوع والاحترام، لفتَ نظر المؤمنين في أفسس إلى نقطة هامة جداً إذ قال الروح القدس: خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 21:5). هذا هو بيت القصيد. لأنَّ الخضوع للرب أولاً هو مفتاح الخضوع في البيت الزوجي، وهو أيضاً مفتاح المحبة المتفانية.
وهنا يصبح فارسُ الأحلام أميراً بالحق في بيته الزوجي، وفتاةُ الأحلام أميرةً في بيتها الزوجي. فحبَّذا لو نعود إلى كلمة الله التي هي السراج المنير في عالم مظلم، فنتعلم منها الحق الإلهي والمفهوم الصحيح للزواج. وعندها لا تعود ترتطم أحلامُنا بصخرة الحقيقة القاسية – وما أقساها في هذه الأيام – بل تسير بهدوء مثل أمواجِ البحر الهادئة واللامعة تحت أشعة الشمس البهية نحو الشاطئ لكي تتعانقَ معه. فما أحلاها من صورة حين تكونُ حياتنا الزوجية منسجمةً مع خطة الله والمفهوم الصحيح للزواج والعلاقة الزوجية.
اكيد عندما نحلم بعيد عن مشيئة الرب اكيد تتحطم الاحلام على صخور الواقع
ربنا يباركم مقالة رائعة
اكيد كلامك تمام اخي العزيز ربنا يباركك
امين ..كلام صحيح
ربنا يباركك
اكيد بعيد عن الرب كل شيء محطم
ربنا يباركك
ربنا يباركك اخي العزيز
امين يارب
ربنا يباركك اخي
امين انا اتفق معك اخي
ربنا يباركك يا محبوب
رائع جدا اقتبس هذا الكلام
فما أحلاها من صورة حين تكونُ حياتنا الزوجية منسجمةً مع خطة الله والمفهوم الصحيح للزواج والعلاقة الزوجية.
ربنا يبارك خدمتكم ويبارك الموقع
امين ربنا يباركك اخي
كلام رائع ربنا يباركك
امين يا رب
امين ربنا يباركك اخي العزيز
ربنا يباركك يا محبوب
روعة كلام مهم لكل شاب وشابة وكل متزوج الوقت لم يفت للرجوع الى خطة الله لحياتنا
ربنا يباركم
تمام كلام صحيح
ربنا يباركك
تمام لم يفت الوقت دائما مع الرب هناك فرصة اخرى
ربنا يباركك
امين.. ربنا يبارك حياتك اخي العزيز
خطة الله مهمة في حياتنا لذا علينا ان نعرفها ونعيشها نطلبها بالصلاة
ربنا يباركك اخي
كثيرا نواجه واقع صعب في مجتمعنا الشرقي كثيرا تحطمت احلامنا مع وقعنا
مقالة حركت فينا تفكير وقرارات عملية للرجوع الى محبة الرب وخطته
ربنا يبارك كل القائمين على خدمة راديو مياه الراحة
تمام انا اوافقك على هذا الكلام التفكير الصح الرجوع الى خطة الرب ومحبته
ربنا يباركك اختي
كلامك صحيح اختي العزيزة ربنا يباركك
للاسف هذا واقعنا لكن يظل الرب امين معنا
ربنا يباركك اختي
مع انه الحقيقة المحزنة لان هذا واقعنا لكن ثقتنا بالرب انه يعوض السنسن التي اكلها الجراد والزمن
ربنا يباركك اختي العزيزة
بالحقيقة هذا واقع عشناه ونعيشه للاسف
ربنا يبارك الجميع ويبارك خدمة راديو مياه الراحة
اتفق معك اخي
ربنا يباركك
امين انا اوافقك الرأي
ربنا يباركك اخي
الهنا اله التعويضات لذا علينا ان نكون في مشيئته دائما لكي نعيش خطته في حياتنا لانه هو اله صالح ويحيبنا
ربنا يباركم ويبارك خدمتكم
امين يا رب انت اله التعويضات
ربنا يباركك اختي
الهنا صالح وهو قادر على تغيير القلب نحو الافضل حسب وعده
ربنا يبارك الجميع
ربنا يباركك اخي العزيز
امين يا رب
الهنا صالح
ربنا يباركك اخي العزيز
ربنا يبارك الجميع ويحفظكم
ربنا يباركك اخي العزيز
ربنا يباركك ويحفظك اخي العزيز