بينما كان رجل أعمال ثري يقود سيارته الفاخرة الجديدة، فجأةً هَوَى حجر كبير على جانبها الأيمن!
نزل الرجل من سيارته بسرعة ليرى الضرر الذي لحق بها، ومَن الذي فعل ذلك. وإذ به يرى ولدًا صغيرًا تبدو عليه علامات الخوف والقلق الشديدين. اقترب الرجل من ذلك الولد وهو يشتعل غضبًا من أجل سيارته الجديدة، فقبض عليه دافعًا إياه إلى الحائط وهو يقول له: “يا لك من أحمق! لماذا ضربت سيارتي الجديدة بالحجر؟! إن هذا سيكلفك أنت ووالديك مبلغًا كبيرًا من المال!”
ابتدأت الدموع تنهمر من عيني الولد الصغير وهو يقول: “أنا متأسف جدًّا يا سيدي! لكنني لم أدرِ ماذا أفعل… مرَّت فترة طويلة وأنا أحاول أن ألفت انتباه أي شخص لكن لم يقف أحد لمساعدتي!”
ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذا بولد أصغر منه، يبدو جزء من جسده ظاهرًا للعيان. واستطرد قائلاً: “هذا أخي، وهو لا يستطيع السير بتاتًا لأنه مشلول تمامًا. وبينما كُنَّا نتمشَّى معًا، وهو جالس في كرسيِّه المتحرك، اختل توازنه فسقط في حفرة، وأنا صغير وليس بمقدوري أن أرفعه، مع أنني حاولت كثيرًا! أتوسل إليك يا سيدي أن تساعدني في رفعه! إن له فترة من الزمن هكذا، وهو خائف جدًّا! بعدها لك أن تفعل ما تراه مناسبًا بسبب الضرر الذي ألحقته بسيارتك.”
لم يستَطِع الرجل أن يتمالك عواطفه، وشعر بغصة في حلقه. فرفع الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في الكرسي المتحرك، ثم أخذ منديلاً من جيبه، وابتدأ يضمد به جراحه.
بعد أن انتهى، سأله الولد: “والآن، ماذا ستفعل بي؟!”
أجابه الرجل: “لا شيء يا بُنَي! لا تأسف على السيارة!”
ولم يشأ الرجل أن يُصلِح سيارته الجديدة، بل احتفظ بتلك الضربة تذكارًا عَسَى ألا يضطر شخص آخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه!
إننا نعيش في أيام كثرت فيها الانشغالات والهموم؛ فالجميع يسعون لجمع المزيد من المقتنيات، ظنًّا منهم بأنه كلما ازدادت مقتناياتهم ازدادت سعادتهم أيضًا، بينما هم يتناسون الله تمامًا.
قال الأخ أندرو إن الله، في تعاملاته مع البشر، “يستخدم طرقًا مختلفة… أحيانًا يكتفي بتوجيه كلمة، وأحيانًا يجعل الظروف تضطرهم للتحرُّك، ولكنه أحيانًا يُنزِل بهم مصيبة لينتبهوا!” وكان يُشير بذلك إلى ما حدث مع يونان النبي. وقال أليهو لأيوب إنه من أجل خير الإنسان «اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ» (اقرأ أيوب33: 14-30).
صديقي، لعلَّ ما يحدث في عالمنا الآن يحمل رسالة قوية من الله لكي تتحذَّر، فهل أنت على استعداد أن تستمع إلى صوت الله المُحِب من خلال كلمته وبواسطة ما يحدث في حياتك ومن حولك أم أنك تحتاج إلى حجر لكي تنتبه؟!