ذكرى الميلاد الملك العجيب

راديو مياه الراحة

الملك العجيب هو مولود بيت لحم، فقد رآه يوحنا الحبيب “وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: [ملك الملوك ورب الأرباب].” (رؤيا 16:19) وتنبّأ إشعياء عن مولده قائلاً:

“لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام.” (إشعياء 6:9) هذا الملك العجيب إذًا هو “الرب يسوع المسيح.”

هو عجيب في ميلاده

لأنه وُلد من عذراء لم يمسسها بشر وهو أمر لا يشاركه فيه إنسان من البشر، فلما جاء الملاك جبرائيل يبشّر العذراء مريم بولادته سألته: “[كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟] فأجاب الملاك قال لها: [الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العليّ تظلِّلكِ، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله.]”

هو عجيب في عصمة حياته

شهد كاتب سفر الجامعة عن البشر فقال: “لأنه لا إنسانٌ صدِّيقٌ في الأرض يعمل صلاحًا ولا يُخطئ.” (جامعة 20:7) أما المسيح – له المجد – فقد عاش حياته على الأرض معصومًا عن الزلل والخطأ وتحدّى أعداءه قائلاً: “من منكم يبكّتني على خطية؟” (يوحنا 46:8) كان كاملاً في أفكاره كما كان كاملاً في تصرُّفاته، كان طاهرًا في عواطفه كما كان طاهرًا في مواقفه… إن عصمة حياته من الخطأ تثير التفكير وتلفت النظر إلى أن المسيح لم يكن مجرّد إنسان.

هو عجيب في حبّه وغفرانه

فقد “أحبّ خاصته الذين في العالم، أحبّهم إلى المنتهى.” وهؤلاء الذين أحبهم لم يكونوا أهلاً في طبيعتهم وتصرّفاتهم لهذا الحبّ، فقد كان بينهم يعقوب ويوحنا “ابنَيِ الرَّعد” ، وكان منهم توما الشكّاك، وكان فيهم بطرس الذي أنكره، وكانوا مجموعة من الجبناء الذين لم يقفوا معه ساعة محنته، “فتركه الجميع وهربوا.” (مرقس 50:14)، ومع كل هذا “أحبّهم إلى المنتهى.”

أما غفرانه العجيب فقد ظهر وهو معلّق على الصليب. ففي قلب آلامه رفع صلاته العجيبة “يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.” (لوقا 34:23) وهذا غفران يفوق قدرة الإنسان.

هو عجيب في تأثيره

فقد قابل زكا رئيس محصّلي الضرائب وقال له: “يا زكّا، أسرعْ وانزِلْ، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحًا.” وأصبح الرجل القاسي القلب رحيمًا بالمساكين، وأصبح الظالم مثالاً لتنفيذ العدل.

وقابل المرأة السامرية التي تزوّجت خمس مرات. وبعد أن يئست من الزواج عاشت مع عشيق، فتغيّرت، ونادت في المدينة: “[هلمّوا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. ألعلّ هذا هو المسيح؟] فخرجوا من المدينة وأتوا إليه.”

وقابل شاول الطرسوسي المجدّف المضطهد المفتري وهو في طريقه للقبض على مزيد من المسيحيين وناداه قائلاً: “شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟” وتجدّد شاول وأصبح بولس الرسول.

وهو ما زال حتى اليوم يغيّر الذين يتقابلون معه في كل الأرض، لقد غيّر الكثيرين من الأوربيين، والصينيين، واليابانيين، والأفريقيين، والأستراليين، والكنديين، والأمريكيين، فهو بحقٍّ عجيبٌ في قوة تأثيره.

هو عجيب في تقييمه للحياة

الناس يضعون أهمية كبرى على القيم المادية، ويقيسون نجاح الإنسان على قدر ما يملك من مال وعقار، وعلى قدر ما يلبس من ملابس كثيرة الثمن، أما هو فيختلف تقييمه للحياة عن هذا المقياس.

أصغِ إلى كلماته الفاحصة العجيبة: “لا يقدر أحد أن يخدِمَ سيّدين، لأنه إما أن يبغضَ الواحد ويحبَّ الآخر، أو يلازمَ الواحد ويحتقرَ الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال… فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ … لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تُزاد لكم. فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شرّه.” (متى 24:6 و31-34)

إنه يضع القيمة العظمى لملكوت الله، لسيادة الله المطلقة على الحياة، لطلب برّ الله، وهو في هذا عجيب في تقييم الحياة.

هو عجيب في معجزاته

فهو لم يصنع معجزة واحدة لمصلحة نفسه، لكنه صنع كل معجزاته لخدمة الآخرين.

ومعجزاته فوق قدرة البشر، فقد أعاد البصر لمولودٍ أعمى، وأقام لعازر بعد أن مات وأنتن، وحوّل الماء إلى خمرٍ جيدة، وطهّر البرص، وانتهر الحمّى، وأمر الريح والبحر فهدأت العواصف والأمواج.

هو عجيب في قيامته

فقد قال لليهود الذين طلبوا منه آية: “[انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه] … وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده.”

فلما صلبوه على الصليب قام بعد موته، وكان أعجب ما في قيامته أنه خرج من القبر وهو مغلق بحجر ثقيل ومختوم بختم الرومان.

وفي فجر الأحد نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وقال للمرأتين اللتين ذهبتا لتنظرا القبر: “لا تخافا أنتما، فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال! هلمَّا انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه.” (متى 5:28-6)

هذا هو الرب يسوع المسيح العجيب، فهل قبلته مخلّصًا شخصيًا لك؟

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *