هذه الكلمات التي تقرأُها الآن، تشتمل على خبر سار يهمك الاطلاع عليه، والإنسان بطبعه يتوقع سماع الأَخبار السارة بشوق، إلاَّ إذا كان من اليائسين الذين يسيطر عليهم التشاؤم.
يرن جرس الهاتف، فتتوقع أَن تسمع خبرًا سارًا. تفتح جهاز الراديو أَو التلفاز راغبًا في سماع خبر سار. يدق باب منزلك، فتتوقع أَن ترى صديقًا عزيزًا يبعث السرور في نفسك، أَو ساعي البريد، فتتمنى أَن يكون معه هدية مُسِرَّة، أَو رسالة من قريب أَو حبيب، تحوي خبرًا بهيجًا، أَو ما يمسح دمعة تنهمر من عينك؛ كذلك هذه المقالة التي تقرأُها، إنها تحمل إليك خبرًا سارًا: خبر الخلاص، والغفران، والحياة الأَبدية بيسوع المسيح ربنا.
لا شك في أَنك تتوقع بشوق كبير معرفة مضمون هذا الخبر السار عن المسيح وخلاصه. يتضمن هذا الخبر السار أَن المسيح، ابن الله، مات لأَجلك أَنت بالذَّات على الصليب، لكي يغفر خطاياك بدمه، وقام في اليوم الثالث. ويسوع المخلِّص يأْتي إليك إن آمنت به، ويقيم فيك بروحه القدوس، ويمنحك القوة الروحية، لتحيا حياة جديدة حرَّة من الخطيئة، هي حياة من الله دائمة مليئة بالخير، والحق، والسلام، “لأَنه هكذا أَحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يَهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأَبدية” (إنجيل يوحنا 3: 16).
إن السجين ينتظر بشوق ساعة إطلاقه، والمريض يتوقع بلهف لحظة شفائه، والطالب يتطلع توَّاقًا إلى يوم نجاحه، والعريس والعروس ينتظران بفارغ الصبر موعد زفافهما، وأَنت، بلا شك، ترنو بشوق إلى اللحظة التي يدخل فيها المسيح قلبك وحياتك، فتجد فيه الحرية، والخلاص، والشفاء، والغفران.
والحقيقة العملية في هذا الخبر السار أَن الخلاص بيسوع المسيح يُمكن نوالُه الآن. قال الرب يسوع: “أَنا واقف على الباب وأَقرع، إن سمع أَحد صوتي وفتح الباب، أَدخل إليه، وأَتعشَّى معه وهو معي” (رؤيا يوحنا 20:3). إن كل الذين جاؤوا إلى يسوع المسيح، ليشفوا، شفاهم في الحال، ومن احتاج إلى مغفرة خطاياه، غفر له في الحال، وأَنت الآن إن طلبت منه، يمنحك خلاصه في الحال. فالكتاب يقول: “اليوم يوم خلاص، الآن هو الوقت المقبول، اليوم إن سمعتم صوته فلا تُقسُّوا قلوبكم” (عبرانيين 7:3 و8).
وقد تسأَل: ماذا أَفعل لأَنال هذا الخلاص؟ والجواب: ماذا يفعل الإنسان في حال اشتداد المرض عليه؟ أَلا يذهب إلى الطبيب؟ نعم، تعال إلى المسيح وثق به، إنه طبيب نفسك الغالية. أَخبره بوضعك، وحالتك، وحاجتك إليه، فيسرع إلى إنقاذك. قال: “تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأَنا أُريحكم” (متى 28:11). اعترف للرب يسوع بخطاياك، وتب عنها، فيرحمك. “من يكتم خطاياه لا ينجح، لكن من يُقرُّ بها، ويتركها، يُرحم” (أَمثال 13:28).
إذا رغبت في أَن تحصل على الخلاص بيسوع المسيح الآن، يمكنك أَن تصلي من قلبك هذه الصلاة بتوبة صادقة:
“أَيها الآب السماوي! آتي إليك كما أَنا، وبكل ما أُعاني منه في حياتي. لقد فصلت الخطيئة نفسي عنك، وعن بركات محبتك ورحمتك، والآن أَنا عائد إليك، بكل قلبي، فاغفرْ لي خطيئتي، واملأْ حياتي بنعمتك، باسم الفادي يسوع المسيح الذي أَحبني ومات لأَجلي، ولك الشكر به إلى الأَبد. آمين”.
جاء في الكتاب المقدس، أَنِ اطلبوا الرب ما دامت الفرصة متاحة، ادعوه فهو قريب. ليترك الشرير طريقه وأَفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، فان إلهنا يُكثِّر الغفران (راجع إشعياء 55: 6).
بعد أَنت رفعت هذه الصلاة من كل قلبك، لاحظ التغيير الذي يجريه الله في حياتك، واشكره على محبته ونعمته من نحوك.
ويكتمل الخبر السار، وتتم مفاعيله في حياتك بالإيمان واليقين أَن يسوع المسيح يخلصك، ويحفظك كل أَيام حياتك. قيل في يسوع: “من ثَمَّ يقدر أَن يخلص إلى التمام، جميع الذين يتقدمون به إلى الله، لأَنه حي في كل حين ليشفع فيهم” (عبرانيين 25:7). نعم! الرب يسوع يخلصك الآن، ويحميك من إغراءات الدنيا وأَحابيل الشيطان، ونار التجارب، فلا يقوى عليك شيء منها، لأَنه معك ويقيم فيك. قال له المجد: “خرافي تسمع صوتي، وأَنا أَعرفها فتتبعني، وأَنا أُعطيها حياة أَبدية، فلن تهلك إلى الأَبد، ولا يخطفها أَحد من يدي” (إنجيل يوحنا 27:10 و28).
“نعمة الرب يسوع المسيح، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين” (2كورنثوس 14:13).