يعتبر الكثيرون اليوم، أنفسهم مثقفين علمياً، لأنهم يتبعّون أفكار نظرية دارون، وبذلك يفصمون تنبيهات وتحذيرات ضمائرهم لوجود ابدية تنتظرهم، فيقطعون أي فكر في وجود إله خالق، وبالتالي لا يوجد شيء اسمه خطية وبالتبعية لا وجود ليوم الدين. لكن لنفرض إنني أريد أن أتبنى هذه النظرية، أليس من المفروض أن أتفحصها وأختبرها عملياً أولاً؟ أم يجب أن أصدق أي كلام؟ يقول الكتاب المقدس “الغبي يصدق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته” ( أمثال15:14). أعتقد أن كل انسان يريد ان يكون ذكياً، فهنالك من ناقش وسأل أصحاب النظرية ، واليوم أنا أيضا أريد أن أسأل بعض الأسئلة البسيطة فهل ستصمد النظرية؟
أولا: البكتريا كائن احادي الخلية لا يمكن رؤيتها الا بالمجهر، إذا ما قورنت بدرجات التطور مع الانسان، نجدها متخلّفة، إذ ليس لها أنسجة او اعضاء تقوم بمهمات مختلفة، ليس لها دماغ للتفكير، وليس هناك وجه للمفارقة، ولكن أغلبنا يعلم ان هناك بعض البكتريا الضارة، تستطيع ان تخترق كل دفاعات الانسان المناعية بل انها قد تتحين الفرص لبدأ غزوها وهجومها في مكان معين من الجسم، كما انها تستطيع ان تطور نفسها وتحمي نفسها من المضادات الحياتية، التي صنعها العباقرة، وبذك تصبح تلك المضادات عديمة النفع، فهنا نرى ان البكتريا طورت نفسها واصبحت مقاومة أكثر من السابق لتضمن حياتها. والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت البكتريا تعتبر أبسط أشكال الحياة لماذا طورت نفسها من أجل بقائها؟ ولماذا لا يستطيع الانسان أن يطور خلايا جسمه للقضاء عليها إذا كان هو في قمة سلم التطور؟ لماذا يحتاج الى ادوية للقضاء عليها؟ ولماذا نجد الخلايا تطور نفسها ضد المضاد الحيوي ولا تطور نفسها لكي تصبح كائن آخر ؟ فعندما يصاب الانسان بامراض بكتيرية فهل نستطيع ان نقول ان المتخلف أصاب المتطور؟ ولماذا نرى قدرة البكتريا على تطوير دفاعياتها بينما الانسان اصبح اكثر عرضة للاصابة بامراض لم نسمع بها من قبل؟
اي ان البكتريا أصبحت أكثر ذكاءً من الادوية التي صنعها الانسان؟ فهل البدائي في سلم التطور انتصر على قمة سلم التطور؟ هذه تعتبر ضربة موجعة لنظرية التطور، ها هو الكتاب المقدس يقول “أين مباحث هذا الدهر؟ أين المجادلين في هذا الزمان؟
ان موضوع الامراض التي تسببها الكائنات الدقيقة يجعلنا نعترف ان هناك صراعا بين الشر والخير، وإننا نعيش في عالم منكوب بالخطية، فبدخول الخطية انقلبت الكائنات الدقيقة في جسم الانسان من كائنات مفيدة الى احياء ضارة تشن هجوما على الانسان الذي استضافها.
ثانياً: نجم البحر وظاهرة البتر الذاتي
لا يستطيع الانسان ان يسترجع الاعضاء الحيوية إذا فقدها كاليد او الرجل أو اي عضو اخر، اما نجم البحر فاذا قُطِعت أحد أذرعه بسبب هجوم من احد المفترسين له، فأن جسمه يقوم بتنمية ذراع جديدة بدل المفقودة، فهل استطيع ان اقول ان نجم البحر أكثر تطوراً من الانسان لانه يمتلك خاصية البتر الذاتي؟أم أن الله ميز خلائقه كل واحد عن الاخر؟؟
ثالثاً تنوع الاصناف ضمن نفس البيئة
ان نظرية التطور تقول ان الحيوانات البحرية تطورت الى برمائية ثم البرمائية الى زواحف والزواحف الى طيور والطيور الى لبائن. ولكن الكل متفق ان في عالم البحريات هنالك الثعابين البحرية eelالتي تعود لصنف الاسماك رغم ان شكلها يوحي للافاعي،كذلك يوجد أفاعي المياه العذبة water snakes، وأفاعي البحار sea snakes التي تعود لصنف الزواحف فلماذا لا تقدر افعى البحار الوصول الى اليابسة؟ رغم انها من الزواحف؟ وهناك الحيتان التي هي من اللبائن، فهل عاد الحوت اللبون الى البحر بعد ان كان قد تطور الى شكل اخر؟؟ وماذا نقول عن وجود لبائن طائرة مثل الخفاش؟ فالخفاش لا يعتبر ضمن صنف الطيور بل من صنف اللبائن ولكنه يطير.
تقول نظرية التطور ان الحيوانات البحرية اي الاسماك خرجت من بيئتها واصبحت برمائيات ثم زواحف من اجل البقاء وبحثا عن الطعام، ولكن ماذا يكون جوابهم عندما يشاهدون بعض الطيور تغطس الى عمق المياه بحثا عن فريسة لها. فهل عاد سلم التطور من الطيور الى البحريات؟؟
رابعاً: الحيوانات وتوقع الكوارث
الانسان ورغم التطور التكنولوجي الذي يعمله كل حين، في مجالات الحياة المختلفة، فانه عاجز عن تقديم جهاز ينبأ بحدوث هزة قبل وقوعها بينما تستطيع بعض الحيوانات أن تشعر بالزلازل قبل وقوعها مثل بعض انواع الاسماك والطيور والكلاب. فعندما حدثت كارثة تسونامي 2004 كان بعض الشهود يقولون بانهم شاهدوا رؤية طائر الفلامنكو يطير الى اماكن امنة، والبعض شاهد هروب بعض الفيلة والجواميس الى امكان امنة قبل ساعة من تلك الكارثة. ولحد الان لا يعرف العلماء من اين للحيوانت شعور او توقع بحدوث كوارث وهذا يقودنا الى اول تسونامي وأول هريكان في الكتاب المقدس وهوالطوفان ايام نوح( تكوين 6،7)فواضح ان الله وضع غريزة في الحيوانات يُشعرها بالخطر قبل حدوثه لكي تهرب الى مكان امن وهذا يعطينا ان ندرك كيف جاءت جميع انواع الحيوانات البرية لتدخل فلك نوح
وهنا نعود الى السؤال المنطقي هل الزواحف والاسماك والطيور وبعض الحيوانات اللبونة اجهزتها الحسية متطورة اكثر من الانسان؟أم ان الله ميز كل مخلوق عن الاخر
قال ايوب”فاسال البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك”
الاخ احسان بهنام