هل مجيء المسيح الثاني حقيقة؟

د.حليم حسب الله

مجيء الرب 

لقد جاء رب المجد إلينا متجسدًا، لأجل مشروع الفداء الذي بدأه بموته على الصليب (أف1: 7)، وسيُتمّمه بمجيئه القريب.  والبرهان على كمال عمله هو قيامته من بين الأموات، وصعوده إلى بيت الآب، وجلوسه في يمين العظمة.  ولقد وعد أنه سيأتي ثانية ليأخذ المؤمنين إليه (يو14: 3).  وهذا يسمى بالاختطاف.  ثم سيظهر للعالم بالمجد والقوة ومعه جميع القديسين الذين اختطفهم إليه، وهذا يسمى بالظهور (كو3: 3).  وما بين الاختطاف والظهور تأتي فترة الضيقة على الأرض وسكانها، والتي تنتهي بتأسيس الرب لملكه السعيد، الذي يسمى الملك الألفي.

إن الشيطان يضلل الناس ويبعدهم عن التفكير في حقيقة مجيء الرب الثاني، فهو لا يريد أن يعرف الخطاة المصير الأبدي له ولتابعيه (مت25: 42)، فيظلوا تحت سلطانه وفي عبوديته.  ويريد أن ينسي المؤمنين هذه الحقيقة، لكي يعيشوا في تراخ وكسل، ولكي يحرمهم من أن يكونوا «فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ» (رو12: 12).  لهذا السبب نحن لا نكف عن المناداة بهذه الحقيقة الهامة سواء للخطاة أو المؤمنين، سواء كان بالوعظ والتعليم أو بالكتابة (2كو5: 11). وفي عجالة نجيب على بعض التساؤلات:

هل مجيء المسيح الثاني حقيقة أم تعليم مرتبط بجماعة معينة؟

إن مجيء الرب الثاني أمر واقعي تحدث عنه بنفسه (يو14: 1-3؛ رؤ3: 11؛ 22: 7، 12، 20)، ودونه لنا الروح القدس في مواضع متعددة من كلمة الله.  لقد تحدث الرب عنه بالأمثال وبالكلام المباشر أيضًا.  كما تتضمن الأناجيل أصحاحات كاملة تتحدث عن هذا المجيء (مت24؛ 25؛ لو21).  بعد قيامته من بين الأموات وعند صعوده إلى بيت الآب أكد الرب على ظهوره للعالم بالمجد والقوة، عن طريق ملاكين قالا لتلاميذه: «إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أع1: 10،11).  أما التفاصيل عن مجيئه نقرأ عنها في كل الرسائل (رو13: 11-13؛ 1كو15: 35-58؛ 1تس4: 13-18). لقد «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ» (أف5: 25-27).  لقد زرع – تبارك اسمه – بالدموع، ولا بد له أن يحصد بالابتهاج.

ما هو الغرض من مجيء الرب يسوع الثاني؟

إن مجيء الرب الأول كان له أسبابه، وكذلك أيضا مجيئه الثاني، فهو لا بد أن يأتي ثانية للأسباب التالية:

أولاً: لكي يُتمِّم المكتوب، وما كتب عنه في نبوات العهد القديم.  فكما تمت النبوات الكثيرة التي تكلَّمت عن مجيئه الأول وآلامه، هكذا أيضًا لا بد أن يتم كل ما هو مكتوب عن مجيئه الثاني.

ثانيًا: لكي يُتمّم ما وعد به، فهو أمين وصادق (يو14: 1-3؛ 17: 24).

ثالثًا: لقد زرع بالدموع والألم، فلا بد له أن يحصد بالابتهاج (مز126: 5، 6؛ يو12: 24).

رابعًا: لتحقيق رغبة الآب ومشيئة بأن يملأ بيته بالأبناء الكثيرين (رو8: 29؛ عب2: 10).

خامسًا: لينهي رحلة الغربة المملوءة بالأنين (رو8: 22، 23؛ 2كو5: 1-4؛ عب10: 32-37؛ يع5: 7، 8؛ 1بط4: 12-14).

سادسًا: ليُعطينا المجد الذي وعدنا به، والذي اكتسبه نتيجة عمل الصليب (رو8: 17، 18؛ 1بط1: 6، 7؛ يو17: 22).

سابعًا: لتحقيق ما طلبه من الآب بأن يكون الذين افتداهم معه لينظروا مجده (يو17: 24؛ يو14: 3؛ 1تس4: 17).

ثامنًا: لإتمام زفاف عروسه، الكنيسة التي خطبها لنفسه (2كو11: 2؛ أف5: 25-27؛ رؤ19: 6-9).

تاسعًا: بالاختطاف يتم الخلاص (رو13: 11؛ في3: 20، 21؛ 1بط1: 5).

عاشرًا: لإتمام مشروع الفداء العظيم، لقد اشترانا روحًا ونفسًا وجسدًا، ودفع حياته ثمنًا فينا، وهو قادر على حفظنا إلى أن يأخذنا إليه (1كو6: 19، 20؛ 1تس5: 23).  الآن نحن نتمتع بفداء الروح والنفس، لكن لا بد أن يأتي ليفدي الأجساد أيضًا (أف1: 13، 14؛ 4: 30؛ رو8: 23؛ في3: 21).

حادي عشر: كما ارتبطنا به في زمن رفضه، يجب أن نشاركه في زمن قبوله (أزمنة رد كل شيء) (يو15: 18-21؛ أع3: 21؛ كو3: 4؛ 1يو3: 1و2؛ أف2: 7).

ثاني عشر: لينهي الحروب والصراعات الروحية التي بيننا وبين الأعداء، سواء كان الجسد (في2: 20، 21؛ 1يو3: 2؛ رو8: 23)، أو العالم بكل صوره (غل1: 4؛ يو17: 11، 14) أو الشيطان (1تس4: 17؛ رو16: 20؛ رؤ20: 10).

رابع عشر: لينقذنا من الغضب الآتي على العالم (رو5: 9؛ 1تس1: 10؛ رؤ3: 10).

خامس عشر: ليُكافئنا على كل عمل وخدمة قمنا بها، مع أنه هو الذي عملها من خلالنا (1كو4: 5).

سادس عشر: لكي يهيئنا لنملك معه (كو3: 4؛ رؤ1: 5؛ 5: 10؛ 19: 11-14؛ 20: 4-6).

ما هي البركات التي تعود علينا عند مجيء الرب لاختطافنا؟

نرى الرب عيانًا ووجهًا لوجه (1يو3: 2):

نكون مِثله (1يو3: 2؛ رو8: 29؛ 2كو3: 18؛ غل5: 22، 23؛ في3: 20، 21؛ 1كو15: 49).

 نكون كل حين مع الرب (1تس4: 17؛ يو17: 24؛ يو14: 3).

سنأخذ منه المكافأة: (2كو5: 10؛ 1كو3: 12-15).

نسجد له ونعبده، ونلقي بأكاليلنا أمامه (رؤ4: 10، 11).

الاحتفال بزفافنا له، والذي يكون عظيمًا جدًا (رؤ19: 7؛ 9).

  نملك معه (2تي2: 12؛ 1كو6: 2، 3؛ رؤ2: 26، 27؛ كو3: 4؛ رؤ5: 9، 10).

سنُخدَم منه (لو12: 37).

هنا أسأل عزيزي القارئ: هل تثق أن لك نصيبًا معه، ومعنا عندما يأتي؟  إن كان الجواب بنعم، فهنيئا لك.  وإن كان الجواب بلا، أقول لك إن باب القبول لا زال مفتوحًا، فتعال إلى الرب حالاً، ولا تؤجل!

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *