للشابات فقط

د. ماهر صموئيل

أختي الشابة هل أنت ممن ينتظرون شريك الحياة الذي لم يتقدَّم أو لم يظهر حتى الآن؟

اسمحي لي أن أستفسر عن حالتك النفسية التي تنتظري بها ظهوره.

هل يملؤك هذا الوضع بالخوف والحزن والتوتر خاصة مع تقدّم العمر بك؟

هل يدفعك هذا الوضع لقرارات أو لتصرفات أنت غير مقتنعة بها أو تشعرين بعدم الراحة من جهتها؟

هل نجح هذا الوضع أن يخلق فيك مشاعر سلبية تجاه بعض الشابات اللواتي ارتبطن، أو تجاه بعض الشباب الذين كنت تتوقعين الارتباط بهم؟

هل استطاع هذا الوضع أن ينشئ فيك شيئًا من المرارة تجاه إلهك، أو يضعف ثقتك في صلاحه؟

إذا كانت هذه هي حالتك فاسمحي لي أن أقول لك أنك تحتاجين إلى علاج سريع لذهنك أقدمه لك في عدة نقاط:

 إن الإحتمال الأرجح لتأنّي الرب في استجابة صلاتك إلى الآن، هو أنك لم تستعدّي روحيًا ونفسيًا وفكريًا للزواج؛ فالزواج ليس رحلة جميلة تكتمل متعتها بصديق لطيف حلو المعشر.  وليس الزواج منظرًا اجتماعيًا جميلاً نتحلى به أمام الأصدقاء والأقارب ونسكت به السؤال الفضولي السخيف: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟  كما أن ليس الغرض من الزواج هو إشباع احتياجات معينة، حتى ولو كانت شرعية أو مقدسة.  الزواج هو أولاً، وقبل كل شيء، رسالة مقدّسة تتطلب قدرًا كبيرًا من النضج وإنكار الذات والاستعداد الكامل للعيشة لأجل آخر وليس لتحقيق الذات!!  يقول الكتاب: إن المرأة خُلقت من أجل الرجل (1كو11: 9).  وهي خُلقت من أجله لتعينه وتُنجحه في إتمام قصد الله من جهته، وهذه هي رسالتها في الحياة.  فاسمحي لي أن أسألك هل أنت مهيّأة لذلك، وعلى استعداد لتحمّل تكلفته وتبعاته؟

اولا: هل تعلمين أن أحد عناصر الزواج الناجح والسعيد هو رؤية المرأة لرجلها على أنه عطية من الرب لها؟  وهل تعلمين أن أحد عناصر التعاسة في الزواج وفشله أن يلازم المرأة شعور مستمر بأنها كانت تستحق شخصًا أفضل من شريك حياتها؟  إنه شعور بالقيمة مبالغ فيه.  ولذا أرى أن تأني الرب في الاستجابة حتى الآن هو لكي يعدِّك بمشاعر الامتنان للرب الذي سيعطي، والتقدير العميق للعطية التي سيعطيك إياها.

ثانيا: هل تؤمنين بسلطان الله وبأبعاد وروعة هذا السلطان؟  هل تؤمنين أن الله أحصى شعر رأسك، ويراقب كل خلية في جسدك، ويسمع كل زفرة في نفسك؟

ثالثا:هل تؤمنين أنه قادر أن يرسل شريك الحياة المناسب في الوقت المناسب دون أي وساطة بشرية؟  ليتك تؤمني.

 رابعا: هل تنكرين أنك لمست ورأيت صلاح الله في بقية جوانب حياتك؟  وإن كنت لا تنكرين، فهل نسيك الرب من جهة هذا الأمر؟  حاشا!

خامسا:  اسمحي لي أن أقول لك: كثيرات من الشابات هن اللواتي يردن التخلص من الضغط الحاضر من خلال أي زواج بدون النظر لمستقبل هذا الزواج!  كثيرات هن اللواتي يفرحن بالزواج في سن مبكرة بدون النظر إلى بمن يتزوجن! كثيرات هن اللواتي يستمتعن بزغاريد النساء لهن في يوم زفافهن، لكنهن لن يجدن من يبكي معهن على زواج فاشل بقية أعمارهن!!  كثيرات هن اللواتي الزواج عندهن هو مجرد شاب وشقة وشبكة، لمّة وطرحة وفرحة، وليس رسالة ومسؤولية وشهادة!!  هل أنت واحدة من هؤلاء؟  ليتك لا تكوني.

 سادسا: هل تؤمني أن مواقيت الله أفضل من مواقيت الناس؟  وأن زواج في الأربعينات من ترتيب الله أفضل مائة مرة من زواج في العشرينات لكن من ترتيب الناس؟  ستقولين لي: ولماذا لا يكون في العشرينات ومن ترتيب الله، أقول لك هل قرأت رقم (1).

هيا أختي الشابة أطرحي عنك القلق والتوتر، وبدلاً من تضييع الوقت في آلام اجترار الحسرة، هيا افتحي عينيك على دروس وتدريبات هامة يريد الرب من فترة طويلة أن يعدّك بها للزواج الذي بحسب مشيئته لكنك لم تستجيبي لأنك مُصرّة على الزواج بدون استعداد.  هيا استعدي بالحق فالزواج خضوع وتضحية وإنكار ذات، ومتعته الرائعة هي متعة إتمام مشيئة الله.  هيا استعدي للزواج بهذه الفضائل.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *