كيف اتعلم الكتاب المقدس لكي اطبقه في حياتي ؟

ميشيل ادوارد

كيف اتعلم الكتاب المقدس لكي اطبقه في حياتي وليس لي حفظ اياته فقط؟

قصة مقتبسة

يُحكى أنه كان هنالك مُزارع مجتهد وحكيم. لكن حكمة ذلك الإنسان واجتهاده لم يكونا كافيين للتأثير على أبنائه أثناء حياته، إذ كانوا جميعاً أبناء جشعين وكسالى. في أحد الأيام، مرض المزارع مرضاً شديداً وشارف على الموت. فجمع أبناءه وقال لهم بأنه دفن كنزاً ثميناً في حقله. وقبل أن يخبرهم عن مكان الكنز، فارق الحياة. فبقي سر الكنز المخفي مخبـَّأً في الحقل.

بعد إجراء مراسيم الدفن والعزاء، وبدون كلل أو ملل، أسرع الأبناء إلى الحقل. وبالرغم من أنَّ حفر الأرض كان عملاً شاقاً بالنسبة لهم، إذ أنهم لم يعتادوا على ممارسته سابقاً، إلا أنهم حفروا الأرض من أوَّلها إلى آخرها بحثاً عن الكنز. لكنهم لم يعثروا على شيء! حدث هذا في بداية موسم الربيع، وبَدَتْ الأرض حينها مُنـْتـَعِشة وجاهزة للزرع. وبما أن حرثها قد تمَّ على أكمل وجه – بحثاً عن الكنز، قرر الإخوة زراعتها وعدم إضاعة جهدهم دون منفعة. وفي صيف ذلك العام، حصدوا حصاداً وفيراً.

إن فكرة الكنز المخفي والذهب والجواهر لم تفارق أذهان الأبناء. واعتقدوا بأنهم لم يحفروا الحقل عميقاً أو أنهم سهوا عن حرث بعض الزوايا. فقرروا حفر الأرض ثانية. وهكذا فعلوا من ناحية إلى أخرى للمرة ثانية… هل ظهر أي أثر للكنز المخفي؟ كلا، لم يعثروا على الكنز! لكن الموسم كان ربيعاً، وقد بدت التربة بأحلى حللها مبشِرة بموسم وفير من الخيرات. وهكذا، زرع الأبناء الحقل وحصدوا بوفرة في نهاية موسم الصيف.

بعد انقضاء عدَّة أعوام على اتـِّباع نفس هذا الروتين – بدافع العثور على الكنز الثمين، ابتدأ التغيير يظهر على الأبناء. فقد أصبحوا يقدِّرون اختلاف الفصول والمواسم، واعتادوا على إيقاع البذار والحصاد، وامتلأت قلوبهم بالرضا الناتج عن عملهم ومجهودهم، وامتلأت بيوتهم بالخيرات والبركات من وفرة المحاصيل وجودتها. وتدريجياً، اضمحلَّ شغفهم وشوقهم إلى الكنز المخفي، وبات مُجرَّد ذكرى تـُفرح القلب وتـُبقي في الذهن عِبرة. فبعد عدَّة سنين، أدرك الأبناء أن أباهم ترك لهم أعظم كنز، بل كنزاً دائماً لا يُستـَهلك ولا يبلى.

المغزى من القصة ان الابناء بداء التغيير في حالتهم العامة عندما بدأوا بحرث الارض واكتشفوا انهم كلما حرثوا كانت الارض تعطيهم خيرات اكثر وبهذه البساطة يمكننا فهم الكتاب المقدس عندما اقرر من دراسته ليس قراءته فقط اي ادرس الكتاب المقدس بعمق واستفاضة وبصورة كاملة لان بالدراسة العميقة تشبه عملية حرث الارض للبحث عن الكنوز المدفونة فيها والكتاب المقدس هو جواهر كلمة الله وكلما تعمقت في العمق تكتشف جواهر جديدة موجوده هناك لم اكن اعرفها لسبب كنت اقراء فقط.

 والقراءة مفيدة لكن لا تعطيني عمق الكلمة التي انا بحاجة اليها لكي تعمل في حياتي اذا كنت اصدق الكلمة واؤمن بها على انها كلمة الله الحية كما يقول الكتاب المقدس”لأن كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى ( حادة جدا) مِن كل سيف ذي حدّين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصِل والمِخاخ ومُميِّزة أفكار القلب ونيَّاته” (عبرانيين4: 12). لا تقتصر كلمة الله في أوامرها وفي نواهيها على أعمال الإنسان الظاهرية بل تشمل أيضا نيَّات القلب والأفكار الداخلية. فعليه الكلمة المقدسة اذا اخترقت اعمق نقطة في داخلي من هناك تبتدي الكلمة بالعمل لانها كلمة الله الحي وهي كلمة حية وتعمل لتطير الداخل لان لو داخل القلب الانسان يتطهر بالكلمة المقدسة سيكون الجسد والحياة كلها طاهرة ويوضح هذه الفكر الرب يسوع كما قال ” لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ»”مرقس 7: 21 – 23 والكلمة المقدسة لو لم تجد مكان في داخل القلب ونحبها حتى نعمل بها اي تطبيقها في حياتي فلن يحصل التغيير في حياتي  وكاتب المزمور يقول”خبَّأتُ كلامَك في قلبي لكيلا أخطئ إليك” (مزمور 119: 11). لان تطهير القلب لايمكن ان يحدث الا بكلمة الله الحية التي تخلق من جديد حتى رغبات القلب.

للكتاب المقدَّس سلطة إلهية لأن الله يتكلم فيه عبر الروح القدس وهي مجموعة وصاياه وتعاليمه وطريقة تعامله مع البشر كل هذا مدون لنا لكي نعرف كيف نتعامل مع الله وكلمته

 وانا لوكنت احب الرب من كل قلبي اسمع كلامه واطيعه واطلب المعونة لكي اطبق المكتوب في حياتي والرب يقول لي “يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي” (أمثال 23: 26) اي اراقب طرق الله المدونة لي في الكتاب المقدس واسير في الحياة بناءً على ارشاد من كلمته ويقول النبي ارميا عن كلمة الله”وُجـِدَ كلامُك فأكلته فكان كلامُك لي للفرح ولبهجة قلبي” (إرميا 15: 16) هكذا تأثير كلام الرب في الحياة للبهجة والفرح الحقيقي لانها معزية فتصبح طعامي الروحي الذي اعيش عليه.

ومن اصعب التحديات التي تواجه اي انسان يتبع الرب يسوع المسيح هوتطبيق ايات الكتاب المقدس بشكل فعال لانه يحاول ان يطبقها بمجهوده الخاص فلو كان الانسان لديه القدرة على تطبيق كلام الله ووصياه لما كانت الحاجة الى مجيء المسيح الى عالمنا ويموت بدل الانسان ويقوم ويحل الروح القدس في المؤمن لكن وجود الروح القدس في عالمنا اليوم لكي يعطي المعونة والفهم لتطبيق الكلام المقدس لان بدون فهم لا يمكن تطبيق الكلام  ويسوع المسيح يؤكد هذا ويقول  “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” يوحنا 14: 26 وبالتالي نحن بحاجة الى الروح القدس للموعنة في تطبيق الكلام.

واخيرا لكي نجد ثمر التغيير بحياتنا علينا ان نثبت في المسيح والكلمة كما قال المسيح عن نفسه بانه هو الكرمة ونحن الاغصان ” اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. يوحنا 15: 4 لان الغصن لايمكن ان يحمل الثمار اذا الكرمة اي الشجرة تعطيه الماء والغذاء والعصارة لكي يثمر هكذا حياتنا في المسيح نحمل الثمار ووالتغيير اذا ثبتنا في المسيح والكلمة والثبات ببساطو يعني اعيش في الكلمة واؤمن بها واطبقها في حياتي.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *