د. ماهر صموئيل
عزيزي الشاب هل تفكِّر في الزواج؟
إذا كانت إجابتك بنعم؛ فدعني أقول لك: هذا رائع، لأنك تفكِّر فيما فكَّر الله فيه من بدء الخليقة عندما قال: «ليس جيّدًا أن يكون أدم وحده» (تك2: 18). لكن أرجو أن تلاحظ الآتي:
اولا: لكي تضمن الاختيار الصحيح لشريك الحياة ينبغي أن تتمكن أولاً من القول:
أنا أفهم نفسي جيدًا، وأعرف بالضبط ما هي مواصفات الفتاة التي تناسبني.
أنا أفهم جيدًا أعماق هذه الفتاة ومتأكِّد من أنها هي المناسبة لي.
أنا أعرف جيدًا المستقبل، وأثق أنها هي التي تصلح لمواجهته معي.
ملاحظة هامة: إن كنت لا تستطيع، فاترك الأمر بجملته لمن يستطيع.
ثانيا: تذكَّر أن الرب الذي قال «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده»، هو نفسه الذي عمل، بل وأحضر الزوجة لآدم؛ فهل ستنتظر الرب ليحضرها لك أم ستحضرها أنت بنفسك لنفسك؟
ملاحظة هامة: انتظار الرب ليس عمل سلبي، بل منتظرو الرب يقضون وقت الانتظار في مزيد من التكريس للرب وتنقية الحياة من كل شائبة ولذلك هم يجدِّدون قوة (إش40: 31).
ثالثا: هناك أربعة شروط لا تقبل تفاوض ينبغي توافرها فيك قبل الإقدام على الارتباط:
أن تكون لك علاقة حقيقية حيَّة بالله، لأنك لن تنجح في علاقتك بالآخر إن لم تنجح أولا في علاقتك بالله (أم3: 1-6).
أن تكون رجلاً قادرًا على تحمل المسؤولية، فمع أن الزواج يتم في سن الشباب، لا يقول الكتاب ”يترك الشاب“؛ بل يقول: «يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته» (تك2: 24). فالقادر على الترك والالتصاق، هو
وإن كان من جهة العمر شاب، إلا أنه من جهة الشخصية رجل
أن يكون لديك عمل ثابت فالكتاب يقول : «هَيِّئْ عَمَلَكَ فِي الْخَارِجِ وَأَعِدَّهُ فِي حَقْلِكَ. بَعْدُ تَبْنِي بَيْتَكَ» (أم24: 27). والله، قبل أن يحضر لآدم زوجة، دبَّر له عملاً (تك2: 15، 22).
أن يكون لديك مسكن يسمح لك بالاستقلالية في الحياة الزوجية، فالزواج تركٌ قبل أن يكون التصاق.
رابعا: من الجيد أن تعرف أن الارتباط يمر بمرحلتين: الأولى تتميز بالأخذ وتُسمى الخطبة، والثانية تتميز بالعطاء وتُسمى الزواج، فهل ما زلت مصمِّمًا على الزواج؟!