الايمان المسيحي الحقيقي هو المقصود ليس حفظ الكتاب المقدس بالمكتوب وترديده كالببغاء دون فهم ولا مجرد القراءة فقط لان ببساطة نؤمن بان الكتاب المقدس هو كلمة الله وكلمة الله كلمة حية وفعالة وتخترق لقلب والروح لكي تجري معجزة الله صاحب الكلمة وبتغيير الانسان الى تلك الصورة التي يردها الله منه ان يكون صورة عن يسوع المسيح الوديع المتواضع المحب الذي كان يغفر للمسيئين اليه مكتوب عنه لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع احد في الشوارع صوته متى 19:12 الذي كان يربح الانسان دون جدال او ضغط عليه لان يحترم ارداة الانسان وحريته لكن كان يخطبهم بالكلمة الالهية التي تكشف للانسان خباية قلبه لان كلمة الله حية وفيها نور الله الذي يضيء الظلمة في داخل الانسان.
والفكر المسيحي الحقيقي واقول حقيقي لكي نميزه عن الفكر المسيحي السائد الذي يشوبه افكار عالمية مختلفة دخلت اليه واختلطت معه وابتعد هذا الفكر عن الكلمة المقدسة لذلك لم يعد هذا الفكر يجري اي تأثير او تغيير في حياة من يحمله.
اما الفكر المسيحي الحقيقي هو ذاك الفكر الذي كلمة الله المقدسة تمتزج مع ايمان الشخص ويثق بها وتكون منهج حياته اليومية التي يعيشها ولن يسمح لافكار العلم ان تختلط مع الفكر الالهي المقدس كما كان يصنع ربنا يسوع المسيح الانسان اذا كان يعتمد على الكلمة المقدسة وكان يقتبس منها ليرد على الجميع حتى ابليس عندما رد عليه بالمكتوب فاجابه يسوع قائلا:«مكتوب: ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة من الله». لوقا 4:4.
وامتزاج كلمة الله مع الايمان تشبه عملية صنع العجين من دقيق وملح وماء والخميرة لتصبح عجينة ممتزجة كل عناصرها ولا يمكن فصلهم كما كانوا لان الامتزاج معناه تغيرت حال هذه المواد الى شيء جديد الذي هو العجين… هكذا يردنا الله ان نتغير عندما تمتزج الكلمة المقدسة مع ايماننا لينتج في حياتنا فكر المسيح الحقيقي ونعيش كما عاش هو ونكون صورة منه وعندها ينطبق على كل واحد يعيش بهذه الطريقة وهذا الفكر كلمة مسيحي اي انه صورة المسيح او ان المسيح يظهر في حياته.
وعندها يكون هذا المسيحي الحقيقي محب للجميع ويحمل سلام المسيح في قلبه ويصنع مشيئة الله الصالحة في حياته عندئذ تنطبق عليه اقوال الله ومنها اذا ارضت الرب طرق انسان، جعل اعداءه ايضا يسالمونه سفر امثال 16: 7 وهذا هو الربح العظيم.