مريم هل كنت تعلمين؟

مريم، هل كنت تعلمين؟”فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع” (لوقا 30:1).

 يا مريم هل كنت تعلمين من تحملين في أحشائك وهل أدركت عظمة هذه المهمة؟ فأنت وجدت نعمة في عيني الله القدير فأختارك لكي تحملي رب المجد في أحضانك، يا لهذا المهمة الرائعة والمحيّرة، يا لهذه الروعة التي لا مثيل لها فهل كنت تعلمين يا مريم أن ابنك:

اولا- سيهدىء البحار: ” فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ الْمَاءِ، فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوُّ” (لوقا 24:8) . . يسوع الذي كان طفلا بين أحضان مريم، هو نفسه وقف وسط التلاميذ وأمواج البحر تضرب السفينة التي كادت أن تغرق، التلاميذ خائفون والموج عال جدا، والطبيعة تميل إلى اللون الرمادي الداكن من شدّة الرياح والعواصف، هناك صرخ يسوع للبحر وأمره أن يصمت ففي اللحظة ذاتها هدأ كل شيء. هل كنت تعلمين يا مريم أن الذي في أحشائك يستطيع أن يفعل هذا!!!

ثانيا – سيفتّح العيون: “قائلا ماذا تريد أن أفعل بك. فقال يا سيد أن أبصر. فقال له يسوع أبصر. إيمانك قد شفاك، وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبحّوا الله” (لوقا 43:18). هو رجل أعمى يستعطي الذين يشفقون عليه ببعض المال لكي يكمل حياته، فهو لا يستطيع أن يرى شيئا كل شيء عنده غامض ودائما يحاول أن يلتمس الأشياء بيديه لكي يميّز الأمور، وفجأة شعر بوجود المسيح يمشيء بين الحشد الكبير فصرخ “يا يسوع ابن داود ارحمني” فأوقف المسيح كل الحشد وكل الجماهير التي كانت تحيط به وأمر أن يقدّم إليه، ففي الحال وبكلمة من فمه شفاه إلى التمام، فركض وسط الحشد رافعا يديه إلى السماء وهو يمجّد الله. فهل كنت تعلمين يا مريم أن ابنك سيفتح العيون!!!

ثالثا- حامل الكون: “الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي” (عبرانيين 3:1). نعم يسوع المسيح الذي تجسد وأخذ صورتنا وشابهنا في كل شيء ما عدى الخطية هو خالق الكون وهو الذي يحمل كل الأشياء ويتحكّم بتفاصيل العالم وهو سيد وملك، فعند الخلق هو قال فخلق وعند الشفاء هو الذي أمر فشفى وعند الموت هو الذي صرخ إلى اليعازر وأقامه من بين الأموات، هو يسوع الذي كان في مذود حقير، كان قبلا ولا يزال هو الجالس على العرش وضابط الكون بحكمته الكبيرة. فهل كنت تتصورين يا مريم أن يسوع هو بهذه العظمة!!!

رابعا- سيخلص النفوس: “فستلد ابنا وتدعوا اسمه يسوع. لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم” (متى 21:1). وهنا تكتمل الصورة البهية ذلك الطفل الذي لم يجد يوسف ومريم له مكان ليولد سوى بين الغنم والأبقار هو نفسه مخلص العالم من خطاياهم، هو نفسه غافر الذنوب هو نفسه المعطي حياة أبدية للذين يقبلون إليه. يسوع بمجيئه إلينا من خلال مريم العذراء وبخدمته وبصلبه وبقيامته هو المخلص الوحيد بين الإنسان الخاطيء وبين الله القدوس. فمريم أدركت هوية المسيح وعلمت أن الذي في أحشائها هو المسيح الرب، لهذا قالت “تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصّي” (لوقا 46:1).

عزيزي القارىء، إذا كنت لم تعلم في داخلك من هو المسيح، تعال إليه بقلب تائب وتعرّف على هويته الرائعة، وهو سيمنحك الخلاص والغفران كما منح الكثيرين من قبلك الذي أتوا إليه بالإيمان الحقيقي والجدي، لا تتأخر أبدا تعال….

ميلاد مجيد وكل عام وانت بنعمة الرب يسوع بخير

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *